قال الألوسي رحمه الله:
{لقد من الله}: أي أنعم وتفضل
وأصل المن القطع وسميت النعمة منة لأنه يقطع بها عن البلية. اهـ.
قال أهل التفسير:
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} هذا جواب قسم محذوف
وخص المؤمنين لأنهم المنتفعون ببعثته ووجه المنة ببعثته
صلى الله عليه وسلم أنهم يفهمون كلامه ويفقهون ما يقول
فلا يحتاجون إلى ترجمان، وأنهم يأنسون به بجامع البشرية
ولو كان ملكا لم يحصل لهم به كمال الأنس لاختلاف الجنس
ويستطيعون الاقتداء به في عباداته وأخلاقه كما قال تعالى:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ }
{الأحزاب: 21}
فأيُّ منة أعظم من بعثته صلى الله عليه وسلم