~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,840,632


عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,840,632

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-01-2011
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4766 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم : 119
 معدل التقييم : الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي الصمت الناطق





الصمت الناطق



أنت تتألمين ..هذا كل ما هنالك.. تتألمين ألما لست تدرين له طبيعة ولا سببا..
أنت منبع ألمك وأنت المصب..ألمٌ يتوغل حتى أخفى حنايا روحك.فترتجّ له نفسك بكاءً كظيما..
حتى إن أتفه سبب وأوهى عذر ليكفي كي ينهار السّد فيسيل دمعك جداول وأنهارا..
في عينيك فيض من الدموع يقف في طريقه سدٌّ من بحتِ الصُّدف..سدّ لست تحبين أن يدري بوجوده أحد..
سد تريدين له أن يبقى سرا إلى الأبد..
تتمسكين بقلبك تمسّك الغريق بقصبة النجاة، أن تنهار الواجهة التي تخفين خلفها سرك فيبدو السر للعيان..
تعلمين حق العلم أن خير طريقة لاستبقاء نفسك هي الحفاظ على ما يخالك الآخرون عليه..
ولعل ذالك هو المعنى الوحيد المتبقى لحياتك..ألا تظهري على حقيقتك ،مخلوقة تائهة بائسة ضائعة..
تائهة وبائسة وضائعة إلى حدّ لا تستطيعين أنت نفسك احتماله..أنت في الحقيقة مهرّج حزين يُضحك الناس فيما القلب منه يَنِزُّ دما..
حتى وأنت مكشرة ، لا يرى الرائي منك سوى الابتسامة المرسومة على شفتيك عريضة حتى الصدغين، وأرنبة أنفك الممرغة في الأرجوان..
ثم إنك ما إن تكوني مع الآخرين حتى تتقمصين دورك..تلفين حول الحلبة كما يلف المهرج عند بداية كل عرض..
تنخرطين في اللعبة كأنك ممثلة في فرقة متنقلة..تشرعين في أداء دور المرأة العصرية المتحررة النشطة..
دور لو شئت أن تخدعي به نفسك لما عجزتِ لفرط ما دربت عليه حتى أتقنتيه..
ستذهبين بعد انصرام وقت العمل إلى المنزل ،فقد وعدت أمك أن تأخذيها لتزور الخالة العجوز المريضة ..لذلك فلك
اليوم أن تغادري العمل ما إن يأزف وقت الانصراف..فأنت اليوم لديك ما يشغلك مساءً..
تزدادين بمضي الزمن ميلا إلى الخوض في كل ما هو محزن قاتم ..ولئن مضيت في تلذذك بالألم ، فلسوف ينتهي بك
الأمر إلى أن لا تعودي تدرين للضحك طعما ولا سبيلا..
ألا يجدر بك أن تروضي نفسك ولو على قليل من "الايجابية"؟ فيما تعلق بقضاء السهرة مثلا ، فإن سهراتك ليس تمضي فحسب
بين والديك وخالاتك العجائز والعامات..ألست تقضين بعض الأمسيات عند إخوتك حين يدعونك إلى العشاء؟
وأمسيات أخرى تقضيها معهم تتناولين العشاء عن غير دعوة ؟ وثالثة دون دعوة ولا عشاء؟
تفاصيل وقت فراغ فتاة عانس في السابعة والثلاثين من عمرها ،تشتغل النهار كله ،لكن يبقى لها في آخره اثنا
عشرة ساعة لا تدري ما تفعل بها..ولا تكلّف نفس إلا وسعها...
لا تنسي أن تستخرجي بعض المال من الشباك الآلي ..ستعرجين بعد ذلك على السوق لتقتني طعاما للقطة وبعض
الحليب ،وبعض عبارات التحية تُلقينها وتتلقّينها معلبة ملفوفة مكررة معروفة..
يعاملونك في المحل التجاري معاملة الزبون المألوف ، فلا تملكين إلا أن تكوني كذلك..وما ضرك من شيء في حياتك
إلا ولك به ألفة؟..فما تمارسينه منذ قيامك عن السرير وإلى حين عودتك إليه ليس حياةً،بل طقوس هو وشعائر..
ما تطرقينه من سُبل وما تتفوهين به من كلمات وما تأتينه من حركات ، مجرد عادات عمياء..حتى ما تضعينه في هذه السلة
من بضائع..حتى ما تأكلينه ليس إلا طقسا غايته إبعاد الجوع عنك..حتى ما ترتدينه ليس سوى ملابس حفل لم تختاري أن تشهديه..
تموء قطتك من جَذَلٍ حين تفتحين باب الشقة تتمسح بساقيك ..تضعين أكياس المشتريات جانبا وتنحنين لتربتي على ظهرها ملاطفة..
"لو كان لك أطفال كباقي الناس لما اضطررت إلى إضاعة مالك في إطعام حيوان أبكم.."
كذلك قالت لها أمها ذات مساء ..وما درت الأم كم قلّبت بكلامها من المواجع ..قسوة في سذاجة وحب كالسيف
أو أمضى نصلا ، لا يجدهما المرءإلا من أقرب أقربائه إليه..



الغزال الشمالي


يتبع








المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون


رد مع اقتباس
قديم 05-02-2011   #2


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



لم تجيبي بشيء..وماذا كان عساك أن تجيبي ..
فأمك كماعلمتِ لا يدخل هذا النوع من الرقة واللباقة في تركيبة طبعها ..غير أنك تعلمين أن فظاظتها منبعها
الصدق والإخلاص لا التشفي ولا القسوة ، وأن الدافع ليس إلا تلك الرغبة العنيدة في نصحك وإرشادك.
وذاك ما لن تجدي إلى دفعه سبيلا..ثم إنه قد مضى على أمك وهي تعتدي عليك رعيا لمصلحتك ردح
من الزمن ، فكان المفروض أن تكوني الآن محصنة ضد مثل هذا الكلام..
أجل ، هي لا تستطيع قراءة إشارات الاستغاثة الصامتة التي تبثيها إياها كلما طفح بك الكيل ،لكنها لا تفعل
ذلك عن سوء نية ولا عن غلطة ، وإنما هو العجز عن قراءة تلك الإشارات ..ناهيك عن أنها ليست ممن
يجيدون تمييز دقائق العواطف ولطائف التعابير..فالأمور عندها إما أبيض أو أسود ؛
أما الشعاب المنفصلة والطرق الفرعية فلا
تسلكها أبدا..ولذلك فأمك لا يمكنها تفهم لِمَ تولين كل هذا الاهتمام لقطة..
فالقطة حيوان ..والحيوان مهما يكن يبقى حيوان.. والمفروض في النساء أن يأتين بالأطفال لا بقطط، وعلى
نبينا الصلاة والسلام..غير أن ما يكتسي خطورة ليس مسألة هذا الحيوان الأبكم، فمأساتها -وأنت تعلمين -
هي في مرأى ابنتها التي لم تتزوج وقد بلغت سنا كانت هي فيها أما لأطفال..
وتبقين أنت صامتة لا تحيرين جوابا ، فيما هي تُقلّب رأس لسانها الحاد كذباب السيف في أبعد حنايا جراحاتك
الخفية ..تحدثينها -حديث المواسية - عن نجاحك في عملك بإحدى الشركات العالمية الكبرى ، لكن ذلك لا يساوي
في نظرها شيئا..فنجاح الفتاة هو في إدارة بيتها وتربية أطفالها ،أما ما عداه فهراء في هراء..
وأبعد وقعا وأشدّ إيلاماأنك لا تجدين في نفسك أدنى رغبة في إقناعها بعكس ذلك..لأنك لست أنت بعكس ذلك مقتنعة..
أضناك الأسى، أو أضجرك السأم ..تودين لو أنها ، تارة تارة تدعك وشأنك..
لو أنها تسلط وجهةً أخرى مرآتها المشوهة التي ما أتيتِها يوما تحدثينها في أمر إلا أرغمتك على النظر فيها لتطالعي
صورة الإهانة الأزلية تتلقينها من قدرك الأبدي ، قدر الفتاة العانس المهملة..
أبوك أقل كلاما بكثير ..لكن ماحاجته إلى الكلام والأم تقوم عنه به .. لقد اعتاد ألا يدلي في أمر برأي ، فإن فعل فبلسان زوجته..
والحق أن مسألة العزوبة هذه تكتسي كلما تقدمت في السن صبغة أقرب إلى الموضوع المحرم منها إلى مجرد الشأن
الخاص ..لكن ماذا عسى أن يكون رأي أب محب حانٍ سوى الرأي الذي بدؤوا يمتنعون عن الجهر به في محضرة..
أنت لم تتزوجي بعد،فيما المفروض بمن كانت في مثل سنك أن تكون متزوجة ..
أنت لم تتزوجي بعد..
لم تتزوجي ،فيما أنت تحفظين عن ظهر قلب ما لقنوك إياه عن السعادة منذ نعومة الأظافر وأعادوه على مسامعك
وأعادوا حتى استوى على صفحة الذهن نقشا على حجر..
لم تتزوجي ،فيما أنت تعلمين - أو كان ينبغي أن تعلمي - أن السعادة بنيت على ثلاثٍ لا تقوم لها
متى عدمت إحداهن قائمة:أسرة وصحة وثروة..
أو لنقل اختصارا : أسرة وثروة..
أو لنوجز فنقل : أسرة...أسرة فحسب.
لم تعودي تدرين حتى ما موقفك أنت من هذه السعادة التي رسموها لك ولا كيف تراها عيناك..
لم تعودي قادرة على التراجع مبتعدة عن المشهد-كما يتراجع الرسام عن لوحته مبتعدا ليُنعم فيها النظر-
فتحرري رأيك من شعاث الآراء التي تلتبس به كي تتعرفيه..
فالحدود بينك وبين الآخرين تلاشت حتى كادت تنعدم ، وهم كلما طال بهم الأمد ازدادوا جرأة على الإدلاء بما يرونه مناسبا لك..
حبائل أمسكت بك لا تزداد كل يوم إلا ضيقا ، ووحل صيغت مادته اللزجة من مبادئ وقناعات و وآراء مسبقة
،تتخبطين فيه كما الذبابةعَلِقتْ في شرك ،لا يزيدها التخبط إلا تعلقا..
وسينتهي بك الأمر إلى الغرق في لجة أسفهم العميق على هذه السعادة التي لم يُكتب لك أن تنعمي مثل غيرك بها..
يحيطونك بلحاف من قناعاتهم الراسخة، دِثارا من جليد يجللون به قلبك المثخن..
دثارٌ تنفذ برودته القارصة إلى أخفى جوانب روحك..
وهاأنت ترتعدين من برد ومن فَرَق..
ولا لك من خيار..



الغزال الشمالي

يتبع





 


رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011   #3


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي




فأنت ينبغي لك أن تحلمي بالحلم الوحيد الجاهز الذي لا يختلف عاقلان ولا حتى مجنونان في لزوم الحلم به:
أسرة وزوج وأطفال..ولا تملكين إلا أن تفعلي ، فتحلمين في صمت ، دون أن تبدر عنك أدنى كلمة
أو حركة تشي بما يعتمل في النفس من دواعي اليأس وأسباب القنوط..
يأس مُمضّ ضاربٌ في أعماق النفس أطنانه. ليس لك إن أنت شئت ألا تغرقي في لجته سوى أن تتحاشى النظر
إلى هذه السعادة يرغد بها الآخرون ..سعادة لست تملكين إلا أن تُوَطِّني النفس على العيش خارجها ..تتصنعين
التعالي كما يفعل المرء جار صفيق لم يجد إلى ترحيله من جواره سبيلا.
وتستفيقين عند كل صباح فتفتين لنفسك بأنك أجل وأعلى شأنا وأن لك أفراحا أخرى تنتظرك في مكان آخر ..
أفراحا أسمى وأرفع من هذه التفاهات ..تفاهات لن تستطيعي أن تنكري أنك تحلمين بها ...
تقفين صامدة..
تقفين فحسب كما النخلة في العراء تقف . لا شيء يسندها سوى غريزة بقاء أودعها الخالق فيها..
تغرقين نفسك في العمل كأنك مصابة منه بهوس..
أنت متميزة ياأنستي ..إطار نشيط ينتظره مستقبل زاهر .. وضعية مهنية مريحة يحق لك أن تهنئي نفسك عليها..
لا تجدين دقيقة واحدة تنظرين فيها شأن نفسك ..فإن وجدت جُدتِ بها عن طيب خاطر، كما يجود المرء بأسمال
بالية تملأ عن غير فائدة دولابه..وتحرصين على ألا يُردّ لك الآخرون ما أسلفته إليهم من عنايه واهتمام..
والدليل مفكرتك المليئة مواعيد حُدّدت كلها لقضاء حاجاتهم لا حاجاتك..لا تتساءلين مطلقا عما إذا كان يكفيك
أن تنفعهم بكونك سعيدة كي تكوني كذلك..
تبكين حياتك دمعا ترشفه وسادتك في الظلام ..
تنتحبين في صمت وأنت تصرين على أسنانك حذر أن يسمعوك..
تكادين أن تموتي تشوقا إلى رجل يحبك وتحبينه.. أو إلى أقل من ذلك..
وصوت تخاطبينه عند المساء فيجيبك ..
مخلوقا ترتبطين به وترفعين اسمه على رأسك كاللواء..
فأنت لم يعد يليق بك أن تبقي هكذا ،زوجة لا أحد ..
يشق عليك أيما مشقة أن تشعري بذلك ، ويؤلمك أن تقرئيه في نظراتهم أيما إيلام..
كلما طال بك الزمن ضاقت دائرة شروطك..أنت الآن مستعدة للقبول بأي رجل ..لا تنكري ..أيما رجل ،أشيخا
فانيا كان أم مطلقا أم متزوجا أم حتى فقيرا معدما..لكنك لن تعترفي بذلك قط ، لا ولن تفعلي أبدا..
إنكارٌ لن تلبثي بفعل الزمن أن تتخلى عنه هو أيضا ، كما تخليت من قبل عن شروطك واحدا واحدا..
وعما قليل ، ستبلغين من السن مبلغا لن يعود مسموحا لك معه بأن تحلمي بإنجاب أطفال ، أنت التي أخشى ما
تخشينه أن يجدك أرذل العمر -فيما لو أمهلك الأجل حتى بلغ بك العمر أرذله- وحيدة لا مؤنس لها ولا رفيق..
شيخوخة ووحدة ..مشهد بغيض تجتهدين في طرده من مخيلتك ، لكنه يعود ليلج إليها من كل أبواب حياتك المشرعة..
وحدك اليوم وغدا وإلى الأبد بين جدران شقتك ..سنوات تتري تباعا ، ليس عليك إلا أن تضعيها الواحدة تلو الأخرى
صفا ، كتلميذ قضى عليه معلمه الغاضب أن يكتب ألف مرة أسماء أيام الأسبوع إذ لم يستطع لها حفظا..
لن يجديك أن تتجنبي النظر إلى وجهك في المرآة كلما وقفت في الحمام تنظفين أسنانك .. فهناك ألف مرآة ومرآة
غير تلك المثبتة على جدار حمامك، تنبئك يوما عن يوم بمدى تقدم جحافل العمر في زحفها عليك..


الغزال الشمالي

يُتبع







 


رد مع اقتباس
قديم 05-06-2011   #4


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي




مرايا سُداها نظراتهم الناطقة بالأسى .ولحمتها هذا الحرج الصامت الصاخب في آن واحد..
حرج يبلغ ببعضهم مبلغا يجعلهم يجتهدون في إيهامك أنهم لايفكرون في ماهم فيه يفكرون..
يتصنعون اللامبالات كما يتصنعها ذوو مريض لا أمل له في شفاء..
مع فرق أن مرضك مخجل يصعب البوح به والحديث فيه..
يطرحون عليك أسئلتهم الرسمية المتكررة ، فتسمعين من خلالها سؤالا واحد لا ثاني له..
يسألونك: كيف الحال؟
فتفهمين :أمازلت دون زواج؟
مازلت..أجل لا أزال..ولن أزال..
فأنا لن أزوج نفسي لأول طالب،فقط لأجل الزواج..
تبادلين الصديقة والرفيقةوابنة العم وابنة الخال ضحكاتهن..
تتحدثين عن كتب لم تقرئيها وأسفار لم تتح لك ، وما كنت لتتوانين عن
القراءة ولا السفر لو كان لك من الوقت مستع..
لكن أين المتسع وأنت لا تجدين منه ما تهتمين فيه بحالك..
-كيف الحال؟..
لا جديد .. مازلت بعد لم أتزوج..
أنا على خير حال ..شكرا..
لا تزال العنوسة لصيقتي كما كانت في الأسبوع الماضي تماما..
وكما كانت منذ أشهر ثلاثة ، يوم التقينا لآخر مرة قبل ذلك..
لا شيء جديد..
لا شيء جديدا ،مادمت لم أتزوج
يحدث لك -وإن يكن نادرا ما يحدث-أن تبوحي بدخيلة نفسك أو توهميها أنك تفعلين..ترددين أنك لست
على قدر من الصفافة يؤهلك لاحتلال قلوب الرجال -لعل مرد ذلك إلى جديتك المفرطة ..
فأنت من جيل آخر ،ولعل الناظر في وجهك
يرى على جبينك لافتة مكتوب عليها بأحرف بارزة : مطلوب زوج على وجه السرعة ..ولا شك
أن في ذلك ما ينفر منك الرجال، بينما تحظى بهم أخريات لا وجه المقارنة بينهن وبينك..
تمزجين التعالي بالأسى ، قلبا مثخنا بألم لكل لقاء جديد وكل تساؤل صامت وكل إهانة مجللة بحب أو شماتة،
وقاربا يمضي تتقاذفه أمواج المشاعر من وجع مميت إلى ثورة عارمة فتجاهُل مترفع فتسليم..
- ياللعزيزة المسكينة .. والمصيبة أنك جميلة لست بالقبيحة التي تُعاف..سترين كيف سيأتيك نصيبك ..
الله يقيم سعدك..دعوات آسفة كالسهام أو أشد وقعا . تصيب فتوجع ، فلا تملكين إزاءها إلا أن تفزعي
إلى دروعك تلبسيها كما تُلبس آلة الحرب اتقاء ضربات هذا الهجوم الجماعي..
الزواج كما تعلمون مسألة حياة بأكملها ..وزواج ليلة تدبيره عام ، كما قال الأولون..
فلا يَجمُل بالمرء أن يقترن بأول من تقع عليه عيناه، بل لا بد من رؤيةوتبصر ..
أفلا ترون إلى حالات الطلاق في أيامنا هذه كيف كثرةت؟
هل لمن يرى ذلك إلا أن يلتزم جانب الحذر؟..
لا أنكر أنني تلقيت بعض الطلبات ..لكنني مازلت لم أجد بعد من ترضى نفسي عنه..
أتعبتك مثل هذه النقاشات الحكيمة وملأت نفسك سقما ..أضحيت تنفرين من اللقاءات العائلية
ومن الحفلات ، وبخاصة ما أقيم منها لإحياء قران. حين تكادين من فرط كثافة الهمسات
من حولك واتساع الإبتسامات التي يلقونك بها تختنقين اختناقا ..
-العقبى لك ياحبيبتي ..حتى تهانيك تبدو حين تتوجهين بها إلى العروس وكأنها -على صدفها-
منافقة متصنعة ..تحاولين جهدك ألا يبدو جرحك عليك ، فلا تفلحين إلا في جعله أكثر جلاء..
فبين الفرح الصافي وبين قلبك قد قطعت شفقتهم السبل..وتحملين نفسك على تقديم التهاني إلى العروسين
وعلى محياك ابتسامة شجاعة كابتسامة بطل يُقاد إلى مشنقته..وفي دواخلك تسمعين
نفسك فيما يشبه الاعتراف بالذنب ،تسمعين نفسك وأنت ..
وأنت لا تقولين : لا ..مازلت لم أتزوج بعد..
ليس بعد..

تمت

الغزال الشمالي







 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع الغزال الشمالي مشاركات 3 المشاهدات 2725  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 (إعادة تعين)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 03:51 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah