~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد خلقنا الإنسان في كبد
بسم الله الرحمن الرحيم ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال سبحانه وتعالى : في سورة الإنشقاق : (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقية ) حقاً إن الإنسان منذ خلقه وهوفي مكابدة ومشقة ، وجهد وكد ، وكفاح وكدح !..بدءاً بالنطفة الأولى التي لا تستقرفي الرحم حتى تبدأ – بإذن ربها – في الكبد والكدح والنصب لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء !... ولا تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج ، فتذوق من المخاض ما تذوق، ولا يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضغط ودفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم !... ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمر ، حيث يبدأ الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به ، ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية !... ويبدأ دورته الهضمية ودورته الدموية في العمل على غير عادة !... ويعاني في أخراج الفضلات حتى يروض أمعاءه على العمل الجديد !... وكل خطوة بعد ذلك كبد ، وكل حركة بعد ذلك كبد ، والذي يلاحظ الوليد عندما يهم بالحبو وعندما يهم بالمشي يدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة !.... وعند بروز الأسنان كبد ، وعند انتصاب القامة كبد ، وعند الخطو الثابت كبد ، وعند التعلم كبد ، وعند التفكر كبد ، وفي كل تجربة جديدة كبد كتجربة الحبو والمشي سواء !.... ثم تفترق الطرق ، وتتنوع المشاق ، هذا يكدح بعضلاته ، وهذا يكدح بفكره ، وهذا يكدح بروحه ، وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء ، وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف ، وهذا يكدح لملك أو جاه ، وهذا يكدح في سبيل الله !..وهذا يكدح لشهوة ونزوة ، وهذا يكدح لعقيدة ودعوة !.... وهذا يكدح إلى النار ، وهذا يكدح إلى الجنة ... على أن في الأرض ذاتها بعض الجزاء على ألوان الكدح والعناء . إن الذي يكدح للأمر الجليل ليس كالذي يكدح للأمر الحقير . ليس مثله طمأنينة بال وارتياحاً للبذل ، واسترواحاً بالتضحية ، فالذي يكدح وهو طليق من أثقال الطين ، أو للانطلاق من هذا الأثقال ، ليس كالذي يكدح ليغوص في الوحل ويلصق بالأرض كالحشرات والديدان !.... والذي يموت في سبيل دعوة ليس كالذي يموت في سبيل نزوة !.... والكل يحمل حمله ويصعد الطريق كادحاً إلى ربه فيلقاه !.... وهناك وهذا يكون الكبد الأكبر للأشقياء ،وتكون الراحة الكبرى للسعداء !.... إنه ( الكبد ) طبيعة الحياة الدنيا ، تختلف أشكاله وأسبابه ، ولكنه هو الكبد في النهاية !.....فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق الأمر في الآخرة !....... وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة ، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في الجنة . .....انتهى . المواضيع المتشابهه: |
07-30-2011 | #5 |
|
|
|
كاتب الموضوع | دمعة خشوع | مشاركات | 5 | المشاهدات | 2189 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-15-2024, 11:55 PM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|