اليوم لا تنسَ اقترابكَ من وجعي
وصرير الأبواب في أحشائي
لم أبنِ سورًا حول قلبي المنهك
لم أحتجب
أنا التي رويتُ بالوجد
بيوتًا من قصيد
وأضأتُ بالشموع دروب صمتكَ
حتى أتت ساعة الإجفال مني
وانطفأ النبض في حضرة الترديد .
اليوم لستُ أريد راحةً بالفراق
بل راحةَ قلبٍ لم يعد يحتمل الوهم
ما لي من بيتكَ الصامت إلا رفاتًا
وحنينًا للبكاء كسفر جديد
أحلامنا تمشي على حبلٍ مشدود
لا بالودِّ بل بالخوف
والحروف التي زعمتَ أن الفرقة مزَّقتها
قد قتلتها أنتَ قبل أن تولد
باختناق الكلم على صدرٍ شهيد .
دع عنكَ القصيد
والسهر على جمر الغرام
لم أعد أطوف على أطلال وعدٍ غادرته
ما بيننا إلا صمت منكسر وضجيج
يختبئ خلف همسٍ صلبٍ عنيد .
لم أعد أرفض فراقكَ
لكنني أرفض أن تدَّعي
أن الجراح التي في صدركَ
لم تكن بيديكَ
أنتَ من جعل الودَّ سجنًا
ثم سلَّمتني للوعد البليد .
اذهب
فقد سقط الوهم وانكشف الغطاء
وليكتب التاريخ أنني كنتُ أُنشد
نشيد الأمل في وادٍ من الصخر
وأنني لم أحترق بنار فراقكَ
بل ببرد قلبكَ الذي لم يعرف قط
كيف يروي زهرة الحب
في ليلٍ مديد .
اليوم دعنا نفترق
وليكن فراقنا شاهدًا
لا على موت الوداد
بل على موت من لم يعد يستحق
ذاك العهد الرشيد .
رواء.~