~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
رمضان في صحبة القرآن الكريم
شهر رمضان يقترن ذكره بحدث مهم، وهو إنزال القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَا تٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْق َانِ﴾ سورة البقرة: 185. فالناس حينما يريدون تعريف رمضان، يهتمون بالجانب الحسي وهو أنه شهر الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، ولكن الله لفت إلى شيء آخر لم يلتفت له كثير من الناس، فعرفه بأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، بمعنى أنه كان وعاءً زمنياً وظرفاً لنزول هذا الوافد الكريم وهو القرآن، وإن الله أتحف الناس وأعطاهم أشياء كثيرة، ومنحهم أشياء عظيمة، لكن فيما يُعطى الناس، لم يعط الناس أفضل من القرآن الكريم، فالتحفة الكبرى والهدية العظيمة هي القرآن الكريم، ولهذا ميّز الله هذا الشهر بالقرآن من أوجه عديدة، منها أن القرآن لا بد أن يكون حاضراً بقوة في هذا الشهر، فنحن في حياتنا كلها مدعون إلى أن تكون لنا صحبة مع القرآن، لأن الصحبة مع القرآن هي صحبة مع الإسلام. الأمة الإسلامية صنيعة القرآن الكريم: فلو سأل سائل متى نشأت الأمة الإسلامية؟ لكان الجواب نشأت الأمة مع هذا الحدث الذي هو قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ سورة العلق: 1 أي مع بداية نزول أول آية من القرآن الكريم، انطلقت مسيرة الإسلام، وتشكلت الأمة الإسلامية، فالأمة هذه إنما صنعها القرآن الكريم، ومعنى أن يقول المسلم: أنا مسلم، أي أنا أحيا بالقرآن، ففي حياتنا كلها يريد الله تعالى أن يربطنا بالقرآن الكريم، وأن يفرض علينا أن نقرأ القرآن، ففي الصلوات نحن نقرؤه، ولا تصح الصلاة إلا بالفاتحة. والأمة قامت انطلاقاً من القرآن الكريم، به كانت وبه فعلت ما فعلت عبر التاريخ، وبه ما تزال باقية، كل ذلك بفضل هذا الكتاب العزيز، بعد فضل الله عز وجل. درجات الجنة تقدَّر بقراءة القرآن الكريم: ويوم القيامة حينما يبعث الإنسان، يوقف ويقال له إن الجنة ليست مستوى واحد، وإنما هي مستويات ودرجات، ويقال له اقرأ ورتل وارتق، فالإنسان يصعد في المنزلة في الجنة بقدر ما يقرأ من القرآن، فكأن الآيات التي تقرأ هي المصعد الذي تصعد به، ولكن منزلتك ومكانك يتوقف عند آخر آية تقرأها، ويقال له: رتل كما كنت ترتل في الدنيا. كما جاء في الحديث الشريف: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وارْقَ ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها))، فالمفروض أنه كان يقرأ في الدنيا، أما إذا كان لا يقرؤه فلا يقال له ذلك، فالارتقاء في الآخرة ودرجاتها، منوط بقراءة القرآن الكريم، وذلك لأن القرآن الكريم نور، وبالنور نبصر، وإذا ذهب النور، نصبح في ظلام دامس، فلا نبصر طريقاً، ولا خطراً، ولا أي شيء. ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ المائدة: 15 ترتيل القرآن الكريم: وحينما نُطالب أن نقرأ القرآن الكريم، ينبغي أن نقرأه بالوجه الذي يقربنا إلى الله، وذلك أن نتلو القرآن، كما قال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ سورة المزمل: 4 وترتيل القرآن قراءتُه على ترسُّل وتُؤَدة، بتبيين الحروف وإشباع الحركات، والترتيل فيه معنى: التفرقة والانتظار، أي نتلو الآية تلو الآية، ونعطي كل حرف حقه ومستحقه، وبتلك التلاوة التي تعطي الحروف حقوقها، وتعطي آيات القرآن صفاتها تكون هي التلاوة المحبوبة وهي التلاوة المطلوبة، ولذلك أذن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بذلك وقال لأبي موسى الأشعري: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)فكان ذلك ثناءً، وكان ذلك إقراراً، فدل على محبة الترتيل. والغرض من الترتيل الذي ينافي العجلة ويقتضي المكث والتأني هو أن يفهمه السامع كالقارئ ويتمكن كل منهما من تدبره وفهمه، ويصل تأثيره إلى أعماق قلبه. المواضيع المتشابهه: |
05-17-2019 | #2 |
|
بارك الله فيك
على جميل طرحك واختيارك لنا الموضوع القيم نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك نسأل الله ان يجعلك من عباده الصالحين ونسأل الله ان يجعل الفردوس الاعلى هى دارك وقرارك ونسأل الله ان يغفر لك ويجعلك من السعداء الفائزين فى الدنيا والاخرة |
|
كاتب الموضوع | شموخ الكلمة | مشاركات | 6 | المشاهدات | 1264 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-28-2024, 03:46 AM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|