الحلقة الرابعة ....:::
في تمام الساعة الثانية عشر مساءا وصل مظروف لعلاء من
مجهول الهوية .....!!وكان بداخله صور لطفل يتجاوز عمره
عشرة سنين ...ويريد مساعدة من علاء وأيضا مدون العنوان
خلف الورقة .......!!!! تردد كثيرا علاء في البداية .....ولكن قرر
بأن يعرف ما هو هذا اللغز المحير ...ومن هذا الطفل ....!!!!!
خرج علاء من المنزل وأستقل سيارة أجرة ووصل إلي المكان
الذي كان مدون فيه العنوان ....نزل من السيارة وتوجه نحو
ذاك البيت كان قلبه يخفق من شدة القلق والتوتر .............!!!
ما أن وصل وقرع خلف الباب ..مرة ، ومرة أخري ، ثم كالريح
ترنح الباب ....كانت فسحة المدخل مظلمة كالدرج .........!!!! ومن
هذه الظلمة انطلق نحوه صوت رنان يهتف بإسمه بقول ...
تقدم يا علاء ...هيا لما أنت واقف مكانك .....!!!! شعر علاء
بالذعر وكان قدمه ترتعش رعشة قوية مع سرعة دقات القلب
وشعر كأن قدماه متجمدة ......!!!! حاول بأن يخطو إلي الأمام
ويشمي بقدميه ببطئ شديد .......!!!! بعد دقيقة جاء إلي
فسحة الدخول رجل مسن في سترة منزلية مميزة ...أمغر
البشرة ...يبدو شديد البشاشة ...وبعد أن قدم نفسه بمرح ..
قال أنا لا أذكرك ..لابد أنه جرى خطأ هنا .... نظر علاء إليه
واعتذر ....:: أجل ..وأنا أيضا لا أذكرك ..كنت أتوقع بأن أجد ذلك
الشخص المجهول الذي أرسل لي تلك الصور ودون هذا
العنوان ........!!!!
الرجل المسن قال ضاحكا ...:: حقا لا يمكن رؤية شئ في هذا
الظلام .......هل ذهبت وأشعلت النور ......... ؟سر بذاك الإتجاه..
مشي علاء وقام بإشعال الأنوار ...كان المكان جميل جدا مناظر
أكثر من رائعة فسيح المكان كله لوحات فنية جميلة معلقة
علي الحائط ........وقف علاء متأملا بجمال تلك اللوحات ......
إقترب نحوه الرجل المسن وأخذ الصور من يده ...علاء نظر
إلي الرجل المسن نظرة إستغراب لما فعل ذلك ونزع من يدي
الصور .........!!!!!!!؟؟
هكذا ظننت ...كل ما في الأمر هو أنني أبحث عن سيدة وهي
السيدة رانيا .....إن لم أكن مخطئا ....أظن ...أظن ....أن تلك
السيدة تدعي رانيا ...قبل وقت ليس ببعيد .....سنتأكد الأن ...
تلطف بالدخول معي إلي مكتبي .......!!!؟؟؟
مشي علاء وراء الرجل المسن وجلس علي الكرسي ......وينظر
حوله في المكان ...بعدها الرجل المسن انحنى فوق سجله
هذا ما سنتأكد منه الأن ......
علاء .....:: ولكن فأنا أكون زو..........
قاطع حديثه ......:: وهو يتفحص الصفحات بإصبعه ...هذا ما
سنتأكد منه الأن ...أنتظر .....وأخرج صورة لعلاء ورانيا معا ...
صورة زفافهم ........
علاء....:: كيف حصلت علي تلك الصورة من أنت ...ولما تبحث
عن زوجتي .......وما علاقة ذاك الطفل بنا ...........!!!!!!!
الرجل المسن .....:: جلس علي الكرسي وقال له ........:::: ذات
ليلة مظلمة فقدت إبنتي رانيا منذو زمن بعيد ...لم أفكر ولو
لدقيقة واحدة بأنها قد تكون ماتت منذ عهد بعيد ...أو انتقلت
إلي مدينة أخري أو بلاد أخري ...ومع ذلك فإن القدر ابتسم لي
فوجدتها متزوجة بك حينها لم أحزن وأخذت التقط صور زفافكم
وبعد عدة سنيين رأيتكما تحتفلان بذكري زواجكما وبخبر حملها
الأول ......فرحت كثيرا ......وأنتظرت وصول حفيدي ........ولكن
الحلقة الخامسة ......:::
الذي لا تعرفه بأن حفيدي موجود لم يمت حينها ...أعلم ..أعلم..
بأنك الأن مصدوم وفي نفس الوقت تفاجأت كثيرا .......!!!!!!!!!
فأنا من أجري لها العملية الجراحية أخذت الطفل ووضعته في
الحضانة ...واعتنيت به جيدا .......!!!!! فحينما عرفت بأنها تكون
إبنتي أخذت حفيدي وطيلة تلك الفترة كنت اراقبها من بعيد
ولم أشأ بأن أخبركما بأنه علي قيد الحياة .....!!!!! لكي أجعل
رانيا تأتي لي وتعرف كم تلك المدة التي حرمتني منها ..
قد حاولت أن أتصور وجهها ..غير أن الأفكار أبت أن تكون
ألطف ...لم يكن في وسعي بأي حال من الأحوال أن يشكل
صورة بصرية حية لما كان يعرفه عقلي ...أي لقامتها
الناحلة...الطويلة التي يخيل لي بأنها تبدو كذلك....أو لشعرها
الأسود الداكن ...ولفمها الصغير .....فكم ذاك التعبير المتعب
المر الشائخ الذي ارتسم في مخيلتي عنها طيلة تلك السنوات
المليئة بالويلات ...بحث عنها في كل مكان ولكن لم أجد لها
أي أثر وبعدما عرفت كل شئ عنها قررت بأن أخبركما بإجهاض
الجنين ........!!!!!
علاء أطلق شهقة وكأن أحدا صفعه بكل قوة .......::: لا ...لا ....
لا .....هذا مستحيل ...هذا مستحيل ......راح يكرر بسرعة تلك
الكلمات ....ألم تعلم بأن خلال تلك السنوات الأليمة كيف
عاشت رانيا ...لقد كانت تعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة
كانت لا تغفو إلا بالمهدئات والمسكنات ...فأنت السبب في
جعلها تفقد رحمها ولن تصبح في يوما ما أم .....!!! أنت بفعلتك
هذه دمرت حياتها وحياتي وذهبت جميع تلك السنوات هدرا.!!
لما فعلت ذلك ...فقط من أجل حرمانك من رؤيتها .........!!!!!!؟؟
حقا ليس هذا حرمان وإنما جنون ....لم تفكر قط بها ....؟؟؟!!
فكرت ففط بأنك تجعلها تعيش لحظات حرمانك لها بأخذ إبننا
لطالما كنا نتظره بلهفة .....!!!!! فكنت دائما أقول لها ...
فلتهدئي ......لا يجوز هكذا ......!!!؟؟؟ كانت جميع أحوالها
يوم عن يوم تذيذ سوءا ....!! فقط من أجل أنانيتك هذه .....؟؟!!
هذا شئ يجنن ........!!!!!
الرجل المسن ....:: ألا تصغي لي رجاءا .......سأخبرك بشئ ....!!؟
علاء.....:: لا ...ماذا تقول ...إنني أصغي ...إنني أصغي ...ماذا
يوجد أيضا لم تخبرني به بعد كل ذلك .........!!!!؟؟؟
عاد علاء إلي الجلوس علي الكرسي ........
الرجل المسن .....::: إنني لم أشأ أن أذي إبنتي مطلقا كل ما
فكرت به بأن تأتي لرؤيتي ولتعرف حفيدي بأنه علي قيد
الحياة .....وإنني ...... فجأة ....
يركض الطفل .....جدي ...جدي ...لعل عندك اليوم ضيوفا يا
جدي ...من هذا الرجل ......!!؟؟
قام علاء وإقترب نحو الطفل ......رجع الطفل إلي الخلف
وإقترب نحو جده وأختبئ خلفه .........!!!
علاء....:: فكم من السنين ...يا إلهي ..حقا إنني لا أصدق عيني
إبني أنت أجل فأنت إبني تعال إلي حضن والدك إنه مشتاق
لتلك اللحظة منذو زمن بعيد فلا تحرمني منها تعال أرجوك....!!!
لكن الطفل بقي ساكن مكانه خلف جده التصق به أكثر .....!!!
ومن ثم ركض نحو غرفته وأقفل علي نفسه الباب .......!!!
علاء يصرخ ويرد بغضب وهل بفعلتك هذه جعلت إبني يهرب
مني كأنني شخص غريب عنه لا يعرفني .؟؟!! هااا أجل فأنا
بالنسبة له رجل غريب كيف له يعرف والده بعدما أصبح عمره
في العاشرة .......!!!!! كيف سيتعرف علي .....!!!!!
بعدها بلحظات كانت تسير نحو علاء ..... إلتفت علاء ووجد .....!!
الحلقة السادسة والأخيرة .....:::
الرجل المسن فلتنظر خلفك ولتري من هو الضيف الجديد أيضا
إلتفت علاء ووجد رانيا تنزل عن الدرج وتسير نحو علاء .....
علاء إجلس أرجوك تفضل .......!!!
علاء ...:: طيلة الوقت الذي كنت أبحث عنك فيها كنت هنا مع
ذاك الرجل العجوز .......!!!!! أليس كذلك وكان يهز برأسه......!!
لكن كيف عرفتي منزله ...؟؟!! وهل عرفتي بأن ذاك الطفل
يكون إبننا .......!!!؟؟ هااااا
رانيا.....:: فأنا كنت في حالة صدمة مثلك تماما ..في تلك الليلة
الماضية التي سمعتك فيها تبكي وتمنيت بأن تصبح أب وتريد
الزواج من فتاة أخري وصلتني رسالة من رقم مجهول وبعض
صور لزفافنا وصور الطفل وعنوان كان مدون في الرسالة
لم أشأ حينها بأن أخبرك فقرت الرحيل عنك وأيضا معرفة ذلك
اللغز ومن يكون هذا الطفل وبعدها عرفت بأنه يكون هذا
الرجل العجوز والدي ...وذاك الطفل إبننا ...وإسمه فادي...
ويعرف تماما بأنك تكون والده ولكنه خائف لأنك بالنسبة له
شخص غريب لأول مرة يراك ......!!!!
بعد مرور عدة سنين علي تلك الحادثة ..لقد انتهي الآن كل
شئ علي خير ..وها قد جاء الابن البالغ إلي إمه العجوز ووالده
وقال سأستأنف طريقي غدا في الصباح ...وهو يمرر يده علي
كتف أمه ووجهها ويقول لها لا تقلقي فلن أرحل عنكما ...
أحبكما يا والداي العزيزان ......
بقلم // وردة الغرام .gif "57")
بتاريخ // 17/11/2020
إنتهت الروابة علي خير والحمد الله
أتمني أن تنال إعجابكم
11-22-2020
رواية إبني رغم إنني عقيم ....الحلقات الأخيرة
.gif "69")
.gif "534")
.gif "35")
العرض العادي
