هل ترانا نعود ... ؟

هذه الحراك والتفاعل المستمر والمتواصل بين الحاضر والماضي نجده في مجتمعات اخرى مبني
على أسس متينة تصب في قالب الاستقصاء والتغيير الممنهج وفق مبدء توسيع الآفاق والنتاج العلمي والثقافي والحضاري المتألق .... عند اول محاولة منا للغوص في تاريخنا بجميع مكوناته نصطدم بتلك الحواجز التي لا تدع لنا أي مجال للفهم فتعود لأذهاننا تلك الاضطرابات والنزاعات الغريبة
هناك ايديولوجيات صهرت ملامح هذه العصور وفق أهوائها ورغباتها وهيمنت عليها لترسم لها المسار الذي تريد .... لذلك نرى ان هذا الارث هو بمثابة العائق الذي يقف في طريق تقدمنا ورغبة منا في التخلص من هذه التبعات نبحث عن البديل و الافضل ونظرا لطبيعتنا التي تتميز بالهوان والضعف ندخل العالم المتحضر بكل جزئياته دون مراعاة لماهيته والاهداف التي تقبع خلفه
لقد استغنيننا عتن موروثنا الديني والثقافي لتضيع هويتنا بين اروقة النزعات الغريبة وصراعاتها بين توجه ديني متطرف او مادي محض
ان ذلك الترابط الوثيق بين الحاضر والماضي كان ليرسم للأمة السبيل الوحيد الذي من خلاله نحفظ مبادئنا ونسير وفق قناعاتنا ومتطلبات عصرنا لنصنع لنا حاضرا لا يحمل اية صفة هجينة ...أو دخيلة ..يمنحنا الامان ويكون بمثابة الإرث الذي يقود الاجيال القادمة للوجهة الصحيحة
لقد غزت نزعة الصراع افكارنا واصبحنا بدل ان نسهم في البناء نتناحر على هامش آفاق ضيقة لا طائل منها بل تجعلنا دوما في مؤخرة الركب
وهذه القطيعة سواءا كانت مقصودة او عن غير قصد قذفتنا في ابعاد التخلف فصرنا لا ندرك هويتنا وان فعلنا نجد انفسنا وكأننا نقرا عن حضارة او أمة عمرت منذ آلاف السنين ملامحها غريبة لا نستقصي منها الا التفاخر بالمآثر والامجاد السالفة التي اصبحت مجرد نثر على هامش الحياة ...
يقال ان العودة الى الاصل فضيلة ، وقد بحثنا عن كل الفضائل في الحياة ومارسناها بتفوق الا هذه الفضيلة تبدو وكأنها وصمة ان خرجت عن نطاقها ستعيد الزمن الى الوراء !!!
هو واقع نحس به ونحن اليه ونريده بشده إلا أنه يبقى مجرد هاجس نتعاطاه كل حين ولا نستطيع اليه سبيلا .. فهو بكل بساطة مجرد اشاعة سرعان ما تزول وتتلاشى ...
وفي انتظار ان نعود لارثنا الثقافي والحضاري ، يحذوني ذلك الامل في ان تتحول خطانا الثابتة من السير نحو الوراء الى السير نحو الامام .... !
تحياتي ...
بقلم نبع الامل .

المواضيع المتشابهه:

• وظني فيك يا ربي جميل
• كيف ترانا الحيوانات...؟!
• قصيدة أعطني الناي وغني
• موندو:وعود بارتوميو تحاصر برشلونة
• نعود لنفرح،،مساوصباح الورد