~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() الصمت الناطق أنت تتألمين ..هذا كل ما هنالك.. تتألمين ألما لست تدرين له طبيعة ولا سببا.. أنت منبع ألمك وأنت المصب..ألمٌ يتوغل حتى أخفى حنايا روحك.فترتجّ له نفسك بكاءً كظيما.. حتى إن أتفه سبب وأوهى عذر ليكفي كي ينهار السّد فيسيل دمعك جداول وأنهارا.. في عينيك فيض من الدموع يقف في طريقه سدٌّ من بحتِ الصُّدف..سدّ لست تحبين أن يدري بوجوده أحد.. سد تريدين له أن يبقى سرا إلى الأبد.. تتمسكين بقلبك تمسّك الغريق بقصبة النجاة، أن تنهار الواجهة التي تخفين خلفها سرك فيبدو السر للعيان.. تعلمين حق العلم أن خير طريقة لاستبقاء نفسك هي الحفاظ على ما يخالك الآخرون عليه.. ولعل ذالك هو المعنى الوحيد المتبقى لحياتك..ألا تظهري على حقيقتك ،مخلوقة تائهة بائسة ضائعة.. تائهة وبائسة وضائعة إلى حدّ لا تستطيعين أنت نفسك احتماله..أنت في الحقيقة مهرّج حزين يُضحك الناس فيما القلب منه يَنِزُّ دما.. حتى وأنت مكشرة ، لا يرى الرائي منك سوى الابتسامة المرسومة على شفتيك عريضة حتى الصدغين، وأرنبة أنفك الممرغة في الأرجوان.. ثم إنك ما إن تكوني مع الآخرين حتى تتقمصين دورك..تلفين حول الحلبة كما يلف المهرج عند بداية كل عرض.. تنخرطين في اللعبة كأنك ممثلة في فرقة متنقلة..تشرعين في أداء دور المرأة العصرية المتحررة النشطة.. دور لو شئت أن تخدعي به نفسك لما عجزتِ لفرط ما دربت عليه حتى أتقنتيه.. ستذهبين بعد انصرام وقت العمل إلى المنزل ،فقد وعدت أمك أن تأخذيها لتزور الخالة العجوز المريضة ..لذلك فلك اليوم أن تغادري العمل ما إن يأزف وقت الانصراف..فأنت اليوم لديك ما يشغلك مساءً.. تزدادين بمضي الزمن ميلا إلى الخوض في كل ما هو محزن قاتم ..ولئن مضيت في تلذذك بالألم ، فلسوف ينتهي بك الأمر إلى أن لا تعودي تدرين للضحك طعما ولا سبيلا.. ألا يجدر بك أن تروضي نفسك ولو على قليل من "الايجابية"؟ فيما تعلق بقضاء السهرة مثلا ، فإن سهراتك ليس تمضي فحسب بين والديك وخالاتك العجائز والعامات..ألست تقضين بعض الأمسيات عند إخوتك حين يدعونك إلى العشاء؟ وأمسيات أخرى تقضيها معهم تتناولين العشاء عن غير دعوة ؟ وثالثة دون دعوة ولا عشاء؟ تفاصيل وقت فراغ فتاة عانس في السابعة والثلاثين من عمرها ،تشتغل النهار كله ،لكن يبقى لها في آخره اثنا عشرة ساعة لا تدري ما تفعل بها..ولا تكلّف نفس إلا وسعها... لا تنسي أن تستخرجي بعض المال من الشباك الآلي ..ستعرجين بعد ذلك على السوق لتقتني طعاما للقطة وبعض الحليب ،وبعض عبارات التحية تُلقينها وتتلقّينها معلبة ملفوفة مكررة معروفة.. يعاملونك في المحل التجاري معاملة الزبون المألوف ، فلا تملكين إلا أن تكوني كذلك..وما ضرك من شيء في حياتك إلا ولك به ألفة؟..فما تمارسينه منذ قيامك عن السرير وإلى حين عودتك إليه ليس حياةً،بل طقوس هو وشعائر.. ما تطرقينه من سُبل وما تتفوهين به من كلمات وما تأتينه من حركات ، مجرد عادات عمياء..حتى ما تضعينه في هذه السلة من بضائع..حتى ما تأكلينه ليس إلا طقسا غايته إبعاد الجوع عنك..حتى ما ترتدينه ليس سوى ملابس حفل لم تختاري أن تشهديه.. تموء قطتك من جَذَلٍ حين تفتحين باب الشقة تتمسح بساقيك ..تضعين أكياس المشتريات جانبا وتنحنين لتربتي على ظهرها ملاطفة.. "لو كان لك أطفال كباقي الناس لما اضطررت إلى إضاعة مالك في إطعام حيوان أبكم.." كذلك قالت لها أمها ذات مساء ..وما درت الأم كم قلّبت بكلامها من المواجع ..قسوة في سذاجة وحب كالسيف أو أمضى نصلا ، لا يجدهما المرءإلا من أقرب أقربائه إليه.. الغزال الشمالي يتبع المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | الغزال الشمالي | مشاركات | 3 | المشاهدات | 2978 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|