~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
لما ذكر في الآية السابقة ما يدل على أن عداوة جبريل عليه السلام الذي نزل بالقرآن هي عداوة لله الذي أنزل القرآن أتبع ذلك بتأكيد أن عداوة ملائكته ورسله وجبريل هي كفر وعداوة لله تعالى، وأن الله عدو للكافرين. قوله: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ ﴾؛ أي: من كان معاديًا لله مخالفا لأمره مرتكبا لنهيه مستكبرًا عن عبادته، ﴿ وَمَلَائِكَتِهِ ﴾، أي: وعدوًا لملائكته. ﴿ وَرُسُلِهِ ﴾ أي: وعدوًّا لرسله بمخالفتهم وتكذيبهم، و"رسله" يشمل رسله من الملائكة والبشر، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج: 75]. ﴿ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾ معطوف على ﴿ وَمَلَائِكَتِهِ ﴾ من عطف الخاص على العام تنويهًا بشرف هذين الملكين كما في الحديث: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"[1]. و"جبريل" الموكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، كما قال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 193، وقال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52]. ﴿ وَمِيكَالَ ﴾ قرأ أبو عمرو ويعقوب وحفص: ﴿ وَمِيكَالَ ﴾ بغير همزة ولا ياء بعدها، وقرأ نافع وأبو جعفر: "وميكائل" بهمزة من غير ياء بعدها، وقرأ الباقون: "وميكائيل" بهمزة وياء بعدها. و"ميكال" الموكل بالقطر والنبات الذي به حياة الأرض والأبدان. قال ابن القيم[2]: "وأعاد الله ذكر جبريل وميكال مع أنهما من الملائكة بلا خلاف لخصوصية فيهما، إما لأمر اختص بعلمه بهما اقتضى تخصيصهما، أو لأن جبريل روح الله وأمينه على وحيه، وميكال أمينه على خزائن فتحه ورحمته". وقال ابن كثير[3]: "خصَّا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبريل وهو السفير بين الله وأنبيائه، وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم وميكائيل وليهم، فأعلمهم الله أن من عادى واحدًا، فقد عادى الآخر وعاد الله أيضًا". وأيضًا فمن عادى جبريل وميكائيل فكأنما عادى جميع الملائكة، كما أن من عادى محمدًا صلى الله عليه وسلم أو أحد الرسل فكأنما عادى جميع الرسل. ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ جواب الشرط في قوله: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾، وفي هذا إثبات عداوة الله تعالى للكافرين. والعداوة من الصفات الفعلية المرتبطة بالمشيئة فهو عز وجل يعادي الكافرين ويوالي المؤمنين، كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 68]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 257]. وأظهر في مقام الإضمار في قوله: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ ولم يقل: "فإني عدو له" لتسجيل الحكم بالكفر على من كان عدوًا لله، أوعدوًا لملائكته أو رسله أو جبريل أو ميكال، ولبيان عموم عداوة الله لجميع الكافرين، وأن علة عداوته لهم هي كفرهم إضافة إلى مراعاة الفواصل- كما هو معلوم. فمن كان عدوًا لله فهو كافر، ومن كان عدوًا لملائكته، أو لرسله أو لجبريل، أو لميكال فهو عدو لله وكافر. وإذا كانت عداوة ملائكة الله ورسله عداوة لله تعالى، فإن عداوة أولياء الله من المؤمنين بسبب إيمانهم بالله ورسله وشرعه هي عداوة لله تعالى؛ ولهذا قال عز وجل في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب"[4]. [1] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (770)، وأبو داود في الصلاة (767)، والنسائي في قيام الليل (1625)، والترمذي في الدعوات (3420)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1357) - من حديث عائشة رضي الله عنها. [2] انظر: "بدائع التفسير" (1/ 332). [3] في "تفسيره" (1/190). [4] أخرجه البخاري في الرقاق (6502)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. المواضيع المتشابهه:
|
02-07-2022 | #2 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
روح الأمل
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم لاعدمنآ هـ العطآء ولا هَـ المجهود الرائع بشوق دائم لجديدك لقلبك الفرح كنت هنا اميرة الحب |
|
02-10-2022 | #4 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك |
|
02-10-2022 | #5 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
روح الأمل
كتب الله لك اجر ماوضعتيه هنا وتجدينه في صحائف اعمالك بإذن الله رائعة ام عبدالعزيز . |
|
02-25-2022 | #9 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله كل خير بميزان حسناتك |
|
02-26-2022 | #10 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]
جُزيت خيرا وبوركت
طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
|
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 10 | المشاهدات | 1205 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 9 (إعادة تعين) | |
, , , , , , , , |
|
|