جملة كثير من الأمهات ترددها:
"ضربته كف عشان يحترم نفسه"
لكن الحقيقة أن هذا "الكف" لا يُعلِّم الاحترام، بل يُعلِّم الخوف، ويكسر الروح. والأسوأ أن أثره لا يتوقف عند لحظة الضرب، بل يعود بأشكال مخيفة، إما على الطفل أو على الأم نفسها، في الحاضر أو بعد سنوات طويلة.
---
أولًا: هل الضرب على الوجه يحقق التربية؟
علميًا ونفسيًا ودينيًا: لا.
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرب على الوجه لأنه موضع الكرامة والهوية.
علم النفس يؤكد أن الضرب لا يُعلِّم السلوك الصحيح، بل يجعل الطفل يطيع فقط لتجنب الألم، لا لأنه اقتنع.
والنتيجة؟ سلوك ظاهري "مؤدب" وقلب غاضب أو منغلق.
---
ثانيًا: أشكال رجوع "الكف" للأم لاحقًا:
1. الرجوع المباشر (الظاهر):
طفل عنيد أكثر من الأول: لا يسمع الكلام إلا بعد الصراخ أو الضرب.
مراهق ساخط: يرفض أوامر الأم، ويبدأ في الرد أو التجاهل.
شاب قاسي القلب: لا يشعر بأمه إذا مرضت أو حزنت، لأن العلاقة بينهما بُنيت على الألم لا الحنان.
---
2. الرجوع غير المباشر (الخفِي):
نظرة انكسار في عين الطفل: لا يُظهرها، لكنها تُمزّق العلاقة من الداخل.
سلوك انتقامي: إما على إخوته الأصغر، أو على نفسه (تبول لا إرادي – تمزيق كتب – كذب).
ضعف شخصية أو مبالغة في العدوانية: لأنه لم يتعلم كيف يعبر عن مشاعره.
اكتئاب صامت: يظهر في صمته، تبلد ردوده، أو كرهه للدراسة والحياة.
---
ثالثًا: هل الضرب يفيد على المدى البعيد؟
الإجابة القاطعة: لا. بل بالعكس، يؤذي أكثر مما نتصور.
في الطفولة: يُنتج طفلًا خائفًا أو مكسورًا أو ممثلًا جيدًا للسلوك المطلوب دون قناعة.
في المراهقة: يزيد التمرد أو الانسحاب أو العناد المستمر.
في الكبر: يحمل جراحًا داخلية تؤثر في اختياراته، زواجه، وعلاقته بأمه أو أبنائه.
---
رؤية علمية:
دراسات كثيرة تربط بين الضرب في الطفولة وظهور مشكلات مثل:
القلق والاكتئاب.
ضعف احترام الذات.
اضطرابات السلوك.
فشل العلاقات الأسرية لاحقًا.
---
قال رسول الله ﷺ:
"إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله."
وكان ﷺ يُربّي بالصبر والكلمة والنظر، ولم يُضرب طفلًا قط، رغم أنه مربٍّ لأعظم جيل.
---
رسالة لكل أم:
ضربك لوجه ابنك اليوم قد "يُسكت صوته"، لكنك تسكتي معه ثقته، وكرامته، وقلبه نحوك.
لا تجعلي الكف هو وسيلتك الأخيرة، بل اجعلي الاحتواء، الفهم، الحوار، والحدود الثابتة هي قوتك الحقيقية في التربية.
وصدقيني... ابنك لما يحترمك وهو آمن، هيحترم نفسه طول العمر.
-------♡♡♡♡♡--------
05-05-2025
جملة كثير من الأمهات ترددها
العرض الشجري
