~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]()
تخطيط الأعداء لأولادنا:
الأطفال.. تلك الفئة الطاهرة البريئة، التي تتعامل مع ما حولها ببراءة ما بعدها براءة، تتلقى، وكفى، وقد تتلقى عن طريق الصورة فقط، لذلك فالمكر الغربي اعتمد الصورة، لأن الصورة تتعامل معها أكبر شريحة في البشرية، الصورة فقط. هذه الفئة البريئة، يمكرون بها، من خلال توجيه خفي يتحول إلى سلوك عملي، يحدد كثيراً كيفية حياة هذه الفئة، نحن نتوهم أن الخطر الغربي خطر عسكري محض، هذا خطأ تاريخي جسيم، وغفلة حضارية خطيرة، إن التأثير على القيم، وتغيير الشعوب من الداخل، أكثر خطورة من التغيير بالتهديد العسكري، لأن التهديد العسكري سرعان ما ينهار، وتنتـفض عليه الشعوب الحرة، ولكن الخطورة في التأثير الذي يبرز في أثواب التسلية والترفيه، حيث يسري السم مع العسل. يقول بعض الفلاسفة: " على اتساع القارات الخمس، سوف تنشب معركة خطيرة لا نهاية لها، بين الكلمات وبين الطلقات، الكلمات مكان الطلقات ". وقد علم أعداؤنا أن غالب الأطفال في عالمنا يتلقون ثقافتهم ـ وخصوصاً قبل المدرسة ـ عن طريق الشاشة، بحيث تشكل تلك الثقافة الخارجية ستة وتسعين بالمائة من ثقافة الصغار، وغالباً من أفلام الرسوم المتحركة، أفلام الكرتون، شيء لا أحد يخطر في باله مدى خطورته، يليها برامج أطفال أخرى، ومسلسلات، وأفلام، حتى أصبحت تلك الأفلام ـ أفلام الكرتون ـ لها قنوات خاصة، تبث طوال اليوم، في قالب فني جذاب متطور، وأنطقوها بلغتنا، فالتصق بها أطفال المسلمين التصاقاً مخيفاً، أثر على تشكيل عقيدتهم وعقولهم، وبناء شخصيتهم، إلى جانب التأثير السلبي على صحتهم العضوية والنفسية. إن أفلام الكرتون قنابل تتـفجر كل يوم على شاشاتنا الصغيرة، دون وعي منا، أو متابعة، فهي لا تزال عند الأغلبية الساحقة من المسلمين بريئة في أعيننا، إنها مجرد تسلية، وأشد الأمراض فتكاً ما يغفل عنه صاحبه، أخطر الأمراض ليس له أعراض مؤلمة أبداً، كالورم الخبيث في بداياته، وأشد الأعداء توغلاً وإضراراً هو الذي يبدو لك بعين صديق، وقد يحفر الخندق، ويطعن في الظهر، ونحن أمة ـ وهذه من سلبياتنا ـ لا ننتبه لأمر حتى يبلغ ذروته ؟ بل بلغت الغفلة بإحدى الأمهات حين سئلت عن علاقة أولادها بهذه الأفلام أن تصرح بأنها لا تعلم عن أولادها شيئاً، وأخرى تتمنى أن ترتاح من أولادها، ومن ضجيجهم، ولو أن تلقيهم في الشارع، فأين قول النبي عليه الصلاة والسلام: (( والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها )) من حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر لقد أشغلت هذه الرسوم المتحركة أطفال المسلمين أيما إشغال، فما عادوا يطيقون أن يستغنوا عنها، ولو يوماً واحداً دون أن يشاهدوها، بل فضلوها حتى على مرافقة الآباء والأمهات في النزهات والحفلات، حتى أكلت أوقاتهم، وبددت طاقاتهم، وشلت تفكيرهم، وزاحمت أوقات مراجعة الدروس، وحفظ كتاب الله، فضلاً عن أن يجلسوا مع أهليهم جلسةً صافية ليتلقوا منهم الأدب والدين والخلق. وقد اشتكت من ذلك بعض الأمهات الواعيات، حتى قالت إحداهن: " إن جهاز التلفاز يرتفع صوته بشكل غير مقبول في أثناء عرض مسلسل معين، ويمتنع أبنائي في أثناء مشاهدته عن الأكل، أو مجرد الرد على أي سؤال، أنا مستاءة جداً، ولا حول لي ولا قوة، وأرجو أن أجد الحل للتخلص من هذا الحال ". تقول أم أخرى: " إن أبنائي يتابعون المسلسل أكثر من مرة في اليوم، وبمجرد انتهائه يبدأ الشجار والعنف بينهم تقليداً لحركات أبطال هذا المسلسل ". ويؤكد أحد الباحثين، أن الأطفال يشاهدون هذه الأشياء لمدة تزيد على عشرة آلاف ساعة حتى نهاية المرحلة المتوسطة، عشرة آلاف ساعة، وهذا ما أثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع. حقيقة الرسوم المتحركة وتأثيرها: ينبغي أن نعلم أن هذه الرسوم المتحركة ما هي إلا حكايات تعبّر عن مجتمع بعيد عنا، بعيد عن عقائدنا، بعيد عن قيمنا، بعيد عن مناهجنا، بعيد عن هويتنا، بعيد عن طبيعتنا، هذه الرسوم ـ أيها الإخوة الكرام ـ تشغل قلوب فلذات أكبادنا، تصوغ خيالهم، وعقولهم، وتفكيرهم، تشوه عقائدهم وثقافتهم، بعيداً عن تقييمنا الدقيق، بل ربما يكون إدمانهم على مشاهدتها تحت رعاية منا ومشاركة في معظم الأحيان، وننسى أنها من أبرز العوامل التي تؤدي إلى انحراف الطفل، وتبلد ذكائه، وتمييع خلقه، هذه الأفلام سريعة التأثير، لما لها من متعة ولذة، والطفل سريع التأثر بها، لأنه يعيش مرحلة التشكل واكتساب المعرفة مما حوله. أيها الإخوة الكرام، وما تعرضه هذه الفضائيات، لا يعتمد على حقائق ثابتة، إنما على خرافات وأساطير، ومشاهد غرائزية، وتشكيك في المعتقدات، لا يجوز الاعتماد عليها في تنشئة أطفالنا، وتربيتهم، والعجيب، أن يتغافل الآباء والأمهات عن هذه الحقيقة، ويديروا لها ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، وذلك كله بحجة تحقيق الهدوء في المنزل، لتخدير الطفل أمام الشاشة، حتى يقول أحدهم فور صدور أية حركة تنبئ عن استمرار الطفل في اللعب والصراخ: " أفتح التلفاز على إحدى القنوات لا إرادياً، فأجد عندئذٍ طفلي ممداً على الأرض، وبصره إلى التلفاز في حالة أشبه ما تكون بالتنويم المغناطيسي ". ربما كان هناك من سيقول: لماذا ندق أجراس الخطر من هذه الأفلام ؟ تلك مبالغات، وخوف متوتر لا داعي له، والمسألة مسألة تسلية فحسب، ولكنها في الحقيقة هي التي نضعها بين أيدي أطفالنا كي يشكلوا تشكيلاً يناقض عقيدتنا وقيمنا ومناهجنا. أيها الإخوة الكرام، الشيء الذي يعاني منه المدرّسون، أن هؤلاء الصغار بعيدون عن روح هذا الدين العظيم، وعن أن يعتزوا به، وعن أن يقتدوا بأبطاله، هذه الأفلام عبارة عن وعاء مليء بقيم إباحية، مليء بفكر إلحادي، مليء باعتزاز بأشياء لا يجيز الشرع الحنيف ما نعطيها نحن من تقدير، هذا موضوع أول متعلق بأطفالنا. شقاء الأطفال شقاء لأهلهم: قال تعالى، محذراً آم وحواء، عليهما السلام، من الشيطان الرجيم: ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ ( سورة طه: الآية 117) فالعجيب أن السياق اللغوي يقتضي أن تكون العبارة: ( ولا يخرجنكما من الجنة فتشقيا ) لكن علماء البلاغة قالوا: إن شقاء الرجل شقاء حكمي للمرأة، ويقاس على هذه القاعدة، أن شقاء الأطفال شقاء حكمي لآبائهم وأمهاتهم. وأكتفي بهذا القدر والله اسأل ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | محمدالباز | مشاركات | 6 | المشاهدات | 2135 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|